عندما تغادر موجات الصوت وسطاً، وتدخل آخر، تختلف سرعتها، ويتغير اتجاهها. وينتج التغيير في الاتجاه التغيُّر في سرعة الموجات، ويسمى انكساراً. وإذا قلّت سرعة موجات الصوت، في الوسط الثاني، فإن الموجات تنكسر نحو العمودي؛ وهو خط وهمي، يعامد الفاصل بين الوسطَين. وإذا ارتفعت سرعة الصوت، في الوسط الثاني، فإن الموجات تنكسر بعيداً عن العمودي.
ويمكن أن تنكسر موجات الصوت، كذلك، إذا تغيرت سرعته من نقطة إلى أخرى، في وسط واحد. ففي هذه الحالة، تنحني الموجات نحو المنطقة ذات السرعة الأقل. ولا شك أن الصوت يُسمع من مسافة أبعد، في الليل، مقارنة بنهار يوم ساطع الشمس؛ إذ يكون الهواء القريب من الأرض، أثناء النهار، أدفأ من الهواء الذي يعلوه؛ مما يجعل موجات الصوت تنحني، بعيداً عن سطح الأرض، نحو الهواء الأكثر برودة، حيث تكون سرعتها أقلّ. وينتج من انحناء الموجات، بهذه الكيفية، ضعف الصوت، قرب ذلك السطح. أما في الليل، فإن الهواء القريب من سطح الأرض، يكون هو الأكثر برودة، فتنحني موجات الصوت نحو السطح الأرضي، مما يمكِّن من سماعه، من مسافات أبعد.